الملك يواجه تصريحات ترامب بحكمة سياسية ثابتة
عمان جو -عدي ابو مرخية
منذ تسلُّم دونالد ترامب ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، عاد الخطاب الأمريكي إلى لغة القوة والفرض، مما انعكس على العديد من القضايا الدولية، لا سيما في الشرق الأوسط الذي يعيش توترات متزايدة بفعل العدوان المستمر على غزة. الحرب الطويلة التي أنهكت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه دفعتهم للبحث عن حلول جديدة، كان أبرزها طرح تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر. موقف الأردن كان حاسمًا، حيث رفض جلالة الملك عبد الله الثاني هذه الطروحات بشكل قاطع، مؤكدًا أن هذا الأمر يمسُّ الأمن القومي الأردني ومستقبل الفلسطينيين.
الملك في واجهة الدبلوماسية العالمية
في خطوة سياسية بارزة، كان الملك عبد الله الثاني أول رئيس عربي يلتقي ترامب في البيت الأبيض بعد ولايته الثانية، واضعًا أمامه السردية الأردنية الواضحة التي تؤكد على رفض أي حلول تتعلق بتهجير الفلسطينيين. اللقاء لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل مواجهة دبلوماسية تنطلق من رؤية الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، حيث شدد جلالته على أن التهجير ليس حلًّا، بل إعلان حرب على الهوية الفلسطينية وعلى أمن الدول المجاورة.
الرؤية الملكية: لماذا يرفض الملك التهجير؟
عند قراءة تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني، قد يظن البعض أن الأردن يتخذ موقفًا متشددًا، لكن نظرة أعمق إلى أبعاد هذا القرار تكشف عن رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
رفض الأردن لاستقبال الفلسطينيين لا ينبع من موقف سلبي تجاه القضية، بل على العكس، هو موقف يحمي الحقوق الفلسطينية ويمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه بتفريغ غزة من أهلها. التاريخ أثبت أن الهجرة لا تعيد الحقوق، فالفلسطينيون الذين غادروا أراضيهم في نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967 لم يعودوا حتى اليوم، وكان خروجهم يعني خسارة ارتباطهم بالأرض. اليوم، الأردن يدرك أن السماح بتهجير الفلسطينيين يعني إعادة إنتاج هذه المأساة، وهو أمر لن يسمح به.
الشارع الأردني يجدد الولاء للملك
لم يتأخر الشارع الأردني في التعبير عن دعمه الكامل لجلالة الملك، حيث شهدت الساحات العامة توافد الآلاف تأكيدًا على رفض تهجير الفلسطينيين. تصريح الملك بأن "أي تهجير هو إعلان حرب" لاقى صدى واسعًا بين الأردنيين، الذين رفعوا شعارات مثل:
"لا للتهجير، الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين"
"إن أردت حربًا، فنحن جنودك"
هذه المواقف الشعبية تعكس مدى التلاحم بين القيادة والشعب في القضايا المصيرية، وتؤكد أن الأردن بموقفه الثابت ليس وحده، بل يستند إلى قاعدة شعبية قوية تدرك مخاطر هذه المخططات.
الملك يُدير الحوار السياسي مع ترامب بحكمة
خلال اللقاء في البيت الأبيض، وصف ترامب الملك عبد الله الثاني بأنه "رجل عظيم يقوم بعمل ممتاز"، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن قوية. من جهته، أكد جلالة الملك على أهمية أخذ المصالح العربية بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن الدول العربية تضع خططًا لحل الأزمة، وسيتم مناقشتها في الرياض.
فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، أعلن جلالة الملك عن استقبال الأردن 2000 طفل فلسطيني مريض لتلقي العلاج، وهي خطوة تعكس التزام المملكة بالبعد الإنساني للقضية. وردَّ ترامب بأن الولايات المتحدة ستوجه مصر لاستقبال بقية الأطفال.
إلا أن الموقف الأمريكي ظل قائمًا على فكرة البحث عن "أماكن أخرى" للفلسطينيين، حيث قال ترامب: "يمكن لأهالي غزة العيش في أماكن أكثر أمانًا"، مشيرًا إلى رغبته في "بناء مكاتب وفنادق" هناك، وهو طرح يفتقر إلى الواقعية، إذ إن القضية الفلسطينية لا تُحل بالمشاريع الاقتصادية وحدها، بل بالاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم.
الملك عبد الله الثاني يقود الموقف الأردني بحزم
موقف الأردن من التهجير ليس مجرد موقف سياسي لحظي، بل هو التزام تاريخي وأخلاقي يحمي القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها. لقاء جلالة الملك بترامب كان بمثابة رسالة دبلوماسية قوية تؤكد أن الأردن لن يكون جزءًا من أي مخططات تستهدف هوية الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة. وكما كان الأردن عبر تاريخه داعمًا ثابتًا لفلسطين، فإنه اليوم أكثر صلابةً وإصرارًا على رفض أي حلول تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين ومستقبلهم.
منذ تسلُّم دونالد ترامب ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، عاد الخطاب الأمريكي إلى لغة القوة والفرض، مما انعكس على العديد من القضايا الدولية، لا سيما في الشرق الأوسط الذي يعيش توترات متزايدة بفعل العدوان المستمر على غزة. الحرب الطويلة التي أنهكت الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه دفعتهم للبحث عن حلول جديدة، كان أبرزها طرح تهجير أهالي غزة إلى الأردن ومصر. موقف الأردن كان حاسمًا، حيث رفض جلالة الملك عبد الله الثاني هذه الطروحات بشكل قاطع، مؤكدًا أن هذا الأمر يمسُّ الأمن القومي الأردني ومستقبل الفلسطينيين.
الملك في واجهة الدبلوماسية العالمية
في خطوة سياسية بارزة، كان الملك عبد الله الثاني أول رئيس عربي يلتقي ترامب في البيت الأبيض بعد ولايته الثانية، واضعًا أمامه السردية الأردنية الواضحة التي تؤكد على رفض أي حلول تتعلق بتهجير الفلسطينيين. اللقاء لم يكن مجرد اجتماع بروتوكولي، بل مواجهة دبلوماسية تنطلق من رؤية الأردن الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، حيث شدد جلالته على أن التهجير ليس حلًّا، بل إعلان حرب على الهوية الفلسطينية وعلى أمن الدول المجاورة.
الرؤية الملكية: لماذا يرفض الملك التهجير؟
عند قراءة تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية الأردني، قد يظن البعض أن الأردن يتخذ موقفًا متشددًا، لكن نظرة أعمق إلى أبعاد هذا القرار تكشف عن رؤية استراتيجية بعيدة المدى.
رفض الأردن لاستقبال الفلسطينيين لا ينبع من موقف سلبي تجاه القضية، بل على العكس، هو موقف يحمي الحقوق الفلسطينية ويمنع الاحتلال من تحقيق أهدافه بتفريغ غزة من أهلها. التاريخ أثبت أن الهجرة لا تعيد الحقوق، فالفلسطينيون الذين غادروا أراضيهم في نكبة عام 1948 ونكسة عام 1967 لم يعودوا حتى اليوم، وكان خروجهم يعني خسارة ارتباطهم بالأرض. اليوم، الأردن يدرك أن السماح بتهجير الفلسطينيين يعني إعادة إنتاج هذه المأساة، وهو أمر لن يسمح به.
الشارع الأردني يجدد الولاء للملك
لم يتأخر الشارع الأردني في التعبير عن دعمه الكامل لجلالة الملك، حيث شهدت الساحات العامة توافد الآلاف تأكيدًا على رفض تهجير الفلسطينيين. تصريح الملك بأن "أي تهجير هو إعلان حرب" لاقى صدى واسعًا بين الأردنيين، الذين رفعوا شعارات مثل:
"لا للتهجير، الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين"
"إن أردت حربًا، فنحن جنودك"
هذه المواقف الشعبية تعكس مدى التلاحم بين القيادة والشعب في القضايا المصيرية، وتؤكد أن الأردن بموقفه الثابت ليس وحده، بل يستند إلى قاعدة شعبية قوية تدرك مخاطر هذه المخططات.
الملك يُدير الحوار السياسي مع ترامب بحكمة
خلال اللقاء في البيت الأبيض، وصف ترامب الملك عبد الله الثاني بأنه "رجل عظيم يقوم بعمل ممتاز"، مشيرًا إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة والأردن قوية. من جهته، أكد جلالة الملك على أهمية أخذ المصالح العربية بعين الاعتبار، مشيرًا إلى أن الدول العربية تضع خططًا لحل الأزمة، وسيتم مناقشتها في الرياض.
فيما يتعلق بالأوضاع الإنسانية، أعلن جلالة الملك عن استقبال الأردن 2000 طفل فلسطيني مريض لتلقي العلاج، وهي خطوة تعكس التزام المملكة بالبعد الإنساني للقضية. وردَّ ترامب بأن الولايات المتحدة ستوجه مصر لاستقبال بقية الأطفال.
إلا أن الموقف الأمريكي ظل قائمًا على فكرة البحث عن "أماكن أخرى" للفلسطينيين، حيث قال ترامب: "يمكن لأهالي غزة العيش في أماكن أكثر أمانًا"، مشيرًا إلى رغبته في "بناء مكاتب وفنادق" هناك، وهو طرح يفتقر إلى الواقعية، إذ إن القضية الفلسطينية لا تُحل بالمشاريع الاقتصادية وحدها، بل بالاعتراف بحق الفلسطينيين في أرضهم.
الملك عبد الله الثاني يقود الموقف الأردني بحزم
موقف الأردن من التهجير ليس مجرد موقف سياسي لحظي، بل هو التزام تاريخي وأخلاقي يحمي القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها. لقاء جلالة الملك بترامب كان بمثابة رسالة دبلوماسية قوية تؤكد أن الأردن لن يكون جزءًا من أي مخططات تستهدف هوية الشعب الفلسطيني وأمن المنطقة. وكما كان الأردن عبر تاريخه داعمًا ثابتًا لفلسطين، فإنه اليوم أكثر صلابةً وإصرارًا على رفض أي حلول تأتي على حساب حقوق الفلسطينيين ومستقبلهم.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات