إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رجال السير


عمان جو-‏بقلم الكاتب ‏فارس الحباشنة
لا صورة تضاهى رجال السير في شوارع عمان. وإذا أردت صورة واضحة تعبر عن الأردن، فاختر رجال الأمن والسير.
رجل السير في ذروة الحر، يقف على مفترق الطرق ينظم حركة المرور.
ورجل السير يرتدي «هندامًا» جميلًا ومرتب، ومظهر يعبر عن الانضباط وقوة المؤسسة والجهاز. وفي دول كثيرة قريبة وبعيدة زرتها، لاحظتُ أن رجل السير يظهر في هندام رديء ومتسخ، وهندام قديم ومترهل.
وهي صورة لما وراء «الهندام»، ولبنية وشكل المؤسسة الأمنية، ومدى الانضباط واحترام القانون وسيادته.
رجال السير الذين نشاهدهم في الشوارع يوميًا، هم صورة الأردن الجميل. صديق، صحفي أجنبي زار الأردن. من أبرز ما تركت الزيارة انطباعًا لديه، حول رجال الأمن العام والسير في الأردن.
في الشوارع تلمح رجل سير يساعد طفلًا وسيدةً عجوزًا على قطع الشارع. وهي صورة مكررة، وعفوية. وتشاهد، رجل سير يبسط مصلاه، ويؤدي فريضة الصلاة تحت الشمس.
وتشاهد، رجل سير في رمضان وأيام الحر يوزع مياه شرب على المواطنين. وتشاهد، رجل سير يساعد في دفش سيارة نفد وقودها. وتشاهد، رجل سير يساعد في دفش سيارة تعطلت ميكانيكيًا.
وتشاهد، رجل سير يلهث لانسياب حركة المرور، وعبور سيارة وباص إسعاف ودفاع مدني.
وتشاهد، رجل سير عينه الأمنية حادقة
وبصيرة على مجرمي وجناة الشوارع والدواوير. وتشاهد، رجل سير، يرشد «غريب ديار»، ويساعد ملهوفًا، ويفتح قلبه لحامل شكوى.
هؤلاء هم رجال السير. يفيقون بعد صلاة الفجر. وبعد الطابور الصباحي يتوزعون في مهامهم وواجباتهم الميدانية. وفي الشوارع نراهم، يفطرون ويتغدون. يشربون كأس شاي وسندويشة فلافل.
وأغلبهم في عمان والزرقاء، من أبناء المحافظات، قادمون من إربد «عروس الشمال» والسلط وجرش وعجلون والكرك، والطفيلة.
وهم مجبولون على الطيبة والعفوية، والحب، وحب الوطن والناس.
هي قيم أردنية أصيلة تعلموها في بيوتهم وعلى أيدي آباء وأمهات وجدات في القرى، ولم يتلقوا تعليمًا في مدارس وجامعات خاصة وأجنبية. رجل الأمن وشرطي وضابط السير، عندما يتسلم راتبه آخر الشهر، فكل قرش حلال، وفي كل قرش يذرف عرقًا وتعبًا، وصبرًا في خدمة الناس والوطن.
وهو ليس راتبًا، ولا يعادل ويكافئ الخدمة المقابلة، ولكن، في الأمن، الوظيفة واجب، والواجب لا يُقاس بالأجر والدخل والمردود المالي!
هؤلاء، هم صورة الأردن النابضة بالحب والوفاء، وهم الصورة العفوية والصادقة.
وهم من يستحقون الشكر والاعتذار.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :