إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • تقارير خاصة

  • موكب أحمر وسجادة وحرس… 3 ساعات لأحمد الشرع في الأردن: إعلان «نوايا» أكثر من «إنتاج متغيرات»

موكب أحمر وسجادة وحرس… 3 ساعات لأحمد الشرع في الأردن: إعلان «نوايا» أكثر من «إنتاج متغيرات»


عمان جو - بسام البدارين - قد تكون من أقصر الزيارات الرسمية على مستوى قادة وزعماء الدول، لكنها بالتأكيد زيارة بمدلول سياسي إضافي، وإن استمرت ساعات قليلة حيث 3 ساعات فصلت بين الخبر الرسمي عن استقبال الرئيس السوري أحمد الشرع، ولاحقاً الخبر الرسمي عن مغادرته.
في الحالتين، الاستقبال والوداع، حظي الشرع بحضور ملكي أردني مباشر كان بالتأكيد له دلالاته بعد تحرك الضيف ومرافقيه من المطار إلى القصر الملكي وسط العاصمة بمرافقة «الموكب الملكي الأحمر» الذي لا يظهر إلا بالمناسبات الملكية الخاصة جداً.
المشهد بقي مرسوماً ومقصوداً، فالطائرة الصغيرة التي تقل الرئيس الشرع ومرافقيه هبطت في مطار ماركا العسكري شرقي العاصمة عمان، والملك عبد الله الثاني كان شخصياً على رأس المستقبلين وسط حرس الشرف والسجادة الحمراء وبروتوكول استقبال كبار الضيوف قبل الانتقال لالتقاط الصور في قصر بسمان، ثم إجراء مباحثات رسمية سريعة.
لم يتم الإفصاح عن أي معطيات نوقشت بين الزعيمين، لكن عمان للتو كانت قد أعلنت مساندة انطلاق المؤتمر الوطني السوري الأول، الذي أجلت بسببه طوال أسابيع الكثير من البروتوكولات والبرامج الوزارية والتجارية والحدودية والاقتصادية بين البلدين.
الهدف الأبعد لزيارة الشرع، بالتقدير العام، شخصي بصيغة مباشرة، ويهدف إلى كسر الجليد؛ فالرجل لا تربطه أي علاقة بالأردن ولا بالأردنيين، والعلاقة مأسورة فقط بالسلفيين الأردنيين الذين عملوا معه أيام الثورة.
اسم الشرع في عمان بقي لسنوات مطوياً في السجلات الأمنية فقط. وفكرة استقباله ملكياً في عمان بدت مؤشراً كبيراً على حجم التحول الذي تعيشه المنطقة، خصوصاً بعد حشر أقصى ما يمكن من البروتوكولات والمراسيم الملكية في زيارة قصيرة جداً لإظهار الاحترام والإسناد والاستجابة لمسارات الأحداث، حتى وإن كان بصيغة دراماتيكية.
الاستجابة الأردنية السريعة للتحول في سوريا المجاورة هي استحقاق لا بد من تنشيطه وتفعيله، برأي المحلل السياسي الدكتور رامي العياصرة، الذي يتفهم التردد والحسابات لكنه لا يتفهم البطء والتأخير في مقاربات التواجد وبأفضل صورة ممكنة بالقرب من دوائر القرار الخاصة بالثورة السورية.
بهذا المعنى، يوافق العياصرة على الترتيب الناضج الذي يفترض أن التطبيع مع الرئيس الشرع ومجموعته هو خطوة في الاتجاه السليم والأسرع نحو رفع كفاءة ومهنية برامج الأداء الثنائي والمشترك، الأمر الذي يجعل تحريك المياه الراكدة وكسر الجمود من الأسس والمعادلات المستقرة، حيث بدا للمراقبين والخبراء أن الرئيس السوري الجديد لا يوجد ما يفعله أو يقوله خارج نطاق معادلة ترتيب الأوراق الداخلية لبلاده، لا مع الأردن ولا مع غيره.
المرجح هنا أن الشرع تحدث في أفضل السبل لتمتين العلاقة مع الجار الأردني، وقدم لائحة احتياجات، وعبر عن النوايا الحسنة.
لكن دون ذلك، لا تصورات مرجحة حول بحث مباشر مع الشرع لقضايا الإقليم والمنطقة الملحة، فسوريا الجديدة برمتها تحت بند التأسيس، وفقاً للتعبير الذي استخدمه رئيس وزراء سابق يقدر بأن الآفاق مع الشرع ومجموعته متاحة لإنجاز مساحات لا يستهان بها من المصالح، خصوصاً إذا ما تمكنت دمشق من العودة بعد المؤتمر الوطني العام وتشكيل حكومة جديدة.
قرار استقبال الشرع في عمان على نحو يعلن نوايا أكثر ما ينتج متغيرات، هو قرار مفيد لإطلاق حزمة من المشاريع المشتركة وإعادة التفاوض عبر الرئاسة السورية هذه المرة على المصالح والأولويات، حتى وإن استمر البيروقراط السوري في حالة الفوضى التي يشتكي منها الآن وزراء أردنيون متعددون، خصوصاً من المعنيين بملف الخدمات.
وعمان هنا معنية بأن تشكل رافعة سياسية للرئيس الشرع وطموحاته على أمل تجاوز جزئية ترتيب العلاقات والمصالح الثنائية في اتجاه دور أفضل إقليمياً لسوريا الجديدة يمكن مستقبلاً الاستثمار فيه مادامت المرحلة الانتقالية بقيادة الشرع ومجموعته.
احتاجت عمان على الأرجح، إلى تواصل مباشر مرجعياً مع الشرع بعدما كان الوزير أيمن الصفدي أول من زاره في دمشق.
واحتاج الطاقم الذي يدير ملف العلاقة بين الجانبين في كل من عمان ودمشق معاً، إلى استقبال ملكي للشرع حتى تظهر إرادة مشتركة بإطلاق حزمة استراتيجية من العلاقات والاتفاقيات ليس سراً أنها تشمل التجارة والحدود وملفات الطاقة والمياه، حيث سبق حتى للمعارضة الإسلامية أن نشرت قائمة بأسماء مصالح أردنية متعددة مع سوريا في وضعها الجديد بعد فترات مألوفة من العداء مع النظام السوري السابق.
زيارة الشرع لعمان بهذا المعنى، هي محطة في ترتيب إقليمي أعمق وأبعد وبناء مشهدية جديدة عنوانها التقارب العربي التركي أيضاً، حيث يعتقد الخبراء بأن مشهد الرئيس السوري في عمان مطلوب مرحلياً قبل القمة العربية في 4 آذار المقبل لعدة عواصم ودوائر قرار، وليس للأردن أو سوريا فقط.
وذلك من الأسباب التي دفعت أصلاً العلاقات الأردنية السعودية إلى مناطق متقدمة من التنسيق مؤخراً، كما دفعت في اتجاه التواصل الأردني مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتلقيه دعوة خاصة لزيارة الأردن، فيما يمكن لاحقاً وبعد استقرار الوضع الأمني في دمشق بدء رصد ومشاهدة الزعماء العرب يتجولون في قصر الشعب السوري.

«القدس العربي»




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :