إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اتصال حاسم بين الملك وترامب ..


عمان جو - شادي سمحان  

كشفت مصادر رسمية عن أبرز مضامين الاتصال الهاتفي الذي جرى مساء الاثنين بين جلالة الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي دونالد ترامب والذي تناول بشكل معمق تطورات الأوضاع في قطاع غزة والجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب وإعادة الاستقرار للمنطقة.

ورغم عدم الكشف عن كامل تفاصيل المكالمة إلا أن المعلومات الواردة من عمان وواشنطن تؤكد أن الاتصال ركز على أهمية بلورة موقف أمريكي فاعل يضمن وقف الحرب باعتبارها نقطة انطلاق نحو مسار سياسي شامل يعيد إحياء عملية السلام ويضع حدًا لتصاعد العنف الذي يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط.

رؤية أردنية واضحة

وبحسب المراقبين فقد أظهرت القيادة الأردنية اهتمامًا بالغًا برؤية الرئيس الأمريكي خصوصًا فيما يتعلق بضرورة التعامل مع وقف الحرب كخطوة استراتيجية لا تقتصر على الجانب الإنساني بل تمتد لتأسيس بيئة سياسية تتيح العودة إلى المفاوضات الجادة.
وترى عمان أن وقف الحرب يجب أن يشكل محطة حقيقية لكبح جماح اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يسعى إلى فرض واقع جديد على الأرض من خلال التوسع الاستيطاني ومحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني في القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

وأكد الأردن في أكثر من مناسبة دعمه لأي جهد دولي يهدف إلى إحياء عملية السلام مشيدًا بالتحركات التي تبذلها الإدارة الأمريكية لكنه في الوقت ذاته يشدد على أن هذه الجهود يجب أن ترتبط بضمانات واضحة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني وتوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة.

تحذيرات من تفجر الأوضاع في الضفة والقدس

ووفقًا لمصادر مطلعة فقد حذر جلالة الملك خلال الاتصال الرئيس الأمريكي من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية والقدس في ظل ما تشهده من تصعيد ميداني واستفزازات متكررة من قبل المستوطنين خصوصًا الدعوات الأخيرة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في انتهاك صارخ للوضع القائم.
وأكد جلالته ضرورة أن تتحمل واشنطن مسؤوليتها في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الممارسات والعمل على حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية انسجامًا مع الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة في القدس الشريف.

رسالة أردنية للإدارة الأمريكية

وتشير القراءة الأردنية للمشهد إلى أن عمان تسعى من خلال هذا الاتصال إلى إيصال رسالة واضحة للإدارة الأمريكية مفادها أن أي مقاربة لحل الأزمة يجب أن تكون شاملة فلا يمكن فصل وقف الحرب في غزة عن ما يجري في الضفة الغربية والقدس.
كما يرى الأردن أن استدامة التهدئة تتطلب معالجة جذور الصراع وإعادة إطلاق مفاوضات سلام عادلة تقوم على حل الدولتين بما يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

تنسيق وثيق وتحرك دبلوماسي متواصل

ويأتي هذا الاتصال ضمن سلسلة من التحركات الدبلوماسية التي يقودها الملك عبد الله الثاني منذ بداية الحرب على غزة سواء من خلال اتصالاته المكثفة مع قادة العالم أو عبر الجهود التي تبذلها الدبلوماسية الأردنية في المحافل الدولية لتأمين وقف لإطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.

ويؤكد مراقبون أن الأردن يواصل أداء دور محوري في الملف الفلسطيني انطلاقًا من التزامه الثابت بدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه إلى جانب الحرص على منع اتساع رقعة الصراع وتجنب أي تداعيات قد تمتد إلى الضفة الغربية أو تهدد الأمن الإقليمي.

في المحصلة يبرز من مضمون الاتصال أن الأردن ينظر إلى مبادرة الرئيس الأمريكي من زاوية واقعية لكنه يطالب بتحويلها إلى رؤية قابلة للتطبيق تضع حدًا لمعاناة الفلسطينيين وتعيد الأمل بالسلام العادل والدائم.
وفي الوقت ذاته يعيد جلالة الملك التأكيد على أن استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال حل سياسي شامل يعيد الحقوق إلى أصحابها ويضمن مستقبلًا آمنًا ومستقرًا للأجيال القادمة.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :