إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الدكتورة نيرمين غوانمة .. القصة التي لا تُنسى


عمان جو-شادي سمحان
في زمن تشتد فيه الحاجة إلى من يسرد الحقيقة ويضيء الوعي لدى الأجيال برزت الدكتورة نيرمين غوانمة كأحد الأصوات الأكاديمية التي كرست جهدها لتعريف الشباب بتاريخ القضية الفلسطينية وتطوراتها ولتأكيد الدور الأردني والهاشمي المشرف في الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والدفاع عن القضية على مر العقود.
غوانمة التي تنحدر من بيت علم وثقافة، فهي ابنة المؤرخ الأردني الراحل يوسف غوانمة، حملت رسالة والدها في توثيق التاريخ وصونه من التزييف، لتصبح هي الأخرى مرجعًا علميًا وثقافيًا أينما حلت ومنذ أن التحقت بجامعة البترا تركت بصمة استثنائية في قلوب طلابها وزملائها على حد سواء.
لقد كان لحضورها في القاعة الجامعية وقع مختلف؛ فمحاضراتها لم تكن مجرد مادة أكاديمية بل سردًا تاريخيًا مشوقًا يأخذ الطلاب في رحلة عبر مراحل تأسيس الحركة الصهيونية وكيف واجهت الأمة التحديات وصولًا إلى المواقف الثابتة التي اتخذها الأردن بقيادة الهاشميين دفاعًا عن القدس والمقدسات لم تكن القاعة تكفي الطلاب إذ كان يتدفق إليها المهتمون من كليات مختلفة وحتى الضيوف الذين وجدوا في محاضراتها قيمة معرفية فريدة.
وبوصفي أحد طلاب الإعلام في جامعة البترا كنت شاهدًا على هذا التفاعل الحي فقد رأيت كيف كان الطلبة ينصتون إليها بإعجاب يتأثرون بمعلوماتها الموثقة، ويناقشونها بشغف كانت محاضراتها عن القدس والقضية الفلسطينية من أمتع وأغنى المواد التي مررنا بها في حياتنا الجامعية إذ جسدت نموذج الأستاذة التي تجمع بين العمق العلمي والحس الوطني.
مؤخرًا علمت أن الدكتورة نيرمين أنهت عملها في جامعة البترا وكان الخبر صادمًا ومحزنًا لي ولكثير من زملائي ممن يدركون حجم الخسارة الأكاديمية والثقافية التي يمثلها غيابها فوجودها كان يشكل مكسبًا لأي جامعة تحتضنها خصوصًا في هذا الوقت الذي نواجه فيه سيل التضليل ومحاولات طمس الحقائق.
إن ما يميز غوانمة أنها لم تكتف بتدريس تاريخ القضية الفلسطينية بل جعلت منها قضية حية في عقول وقلوب الشباب ربطت الماضي بالحاضر وأكدت على أن دور الأردن والقيادة الهاشمية سيبقى صمام أمان في الدفاع عن القدس وفلسطين.
هي بحق قيمة مضافة للجامعات الأردنية والعربية ومثال على الأكاديمي الذي يتحول إلى صاحب رسالة وطنية وثقافية تتجاوز أسوار الجامعة لتصل إلى المجتمع بأسره.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :